???? زائر
| موضوع: تعريف المعجم !! الأحد أكتوبر 10, 2010 5:44 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
تعريف المعجم !!
من فقه اللغة: مفهومه - موضوعاته - قضاياه) لمحمد بن إبراهيم الحمد أ - تعريفه في اللغة قال ابن فارس: العين والجيم والميم ثلاثة أصول: أحدها يدل على سكوت وصمت، والآخر على صلابة وشدة، والآخر على عضٍّ ومذاقة. فالأول: الرجل الذي لا يفصح، وهو أعجم والمرأة عجماء بيِّنة العجمة. وقال: ويقال: للصبي ما دام لا يتكلم ولا يفصح: صبي أعجم، ويقال: صلاة النهار عجماء؛ إنما أراد أنه لا يجهر بها بالقراءة، وقولهم: العجم الذين ليسوا من العرب؛ فهذا من القياس كأنهم لما لم يفهموا عنهم سموهم عجمًا. وقال: والعجماء: البهيمة، وسميت عجماء؛ لأنها لا تتكلم، وكذلك كل من لم يقدر على الكلام فهو أعجم ومستعجم. وهكذا نجد أن استعمال العرب لهذه المادة وما تصرف من ألفاظها إنما هو للدلالة على الإبهام والخفاء. ولكن هذه المعاني لا تتفق مع معنى (المعجم) الذي نحن بصدد الحديث عنه كما سيأتي.
ب - تعريف المعجم في الاصطلاح هو كتاب يضم ألفاظ اللغة العربية مرتبة على نمط معين مشروحة شرحًا يزيل إبهامها، ومضافًا إليها ما يناسبها من المعلومات التي تفيد الباحث، وتعين الدارس على الوصول إلى مراده.
ج - التوفيق بين المعنيين: الأصلي اللغوي، والاصطلاحي لسائل أن يسأل فيقول: كيف يمكن التوفيق بين المعنى الأصلي اللغوي للمادة وكثير من ألفاظها المشتقة منه وهو الإبهام والغموض، وبين المعنى الاصطلاحي لكلمة المعجم المأخوذة من نفس المادة التي تدل على الشرح والتوضيح؟ والإجابة عن ذلك أن يقال: إن زيادة بعض الحروف في الكلمة قد تسبب تغييرًا في المعنى، وقد خصص لذلك علماء الصرف بابًا سموه (معاني صيغ الزوائد). بل إن بعض أنواع الزيادة قد تقلب المعنى إلى ضده، كتضعيف عين الكلمة وكزيادة الهمزة في أول الكلمة؛ لتدل على معنى الإزالة، كما يقال مثلًا في قذيت عين فلان: أقذيت عينه بمعنى أزلت القذى، وأشكيت فلانًا أي أزلت شكواه. وكذلك قسط بمعنى جار، وأقسط: بمعنى عدل. ويقال: أعجمت الكتاب أي أزلت عجمته بنقْطه أو شَكْلِه كما يقال: عجمت. قال ابن فارس: قال الخليل: كتاب مُعَجم، وتعجيمه: تنقيطه كي تستبين عُجْمته وتَضِح. وقد وضَّح ذلك - أيضًا - ابن جني حين قال: ثم إنهم قالوا: أعجمت الكتاب: إذا بينته وأوضحته؛ فهو - إذًا - لسلب معنى الاستبهام لا إثباته. فمعنى المعجم - إذًا - هو الكتاب الذي أزيلت العجمة فيه، وذهب الخفاء منه. وحروف المعجم - كما حكى ابن فارس عن الخليل - هي الحروف المقطعة؛ لأنها أعجمية. ويوضح ابن فارس هذا بقوله: وأظن أن الخليل أراد بالأعجمية أنها ما دامت مقطعة غير مؤلفة تأليف الكلام المفهوم فهي أعجمية لا تدل على شيء؛ فإن كان هذا أراد فله وجه، وإلا فما أدري أي شيء أراد بالأعجمية.
د- من تاريخ كلمة إطلاق المعجم إطلاق كلمة المعجم تدل على ما تقدم ذكره من أنه كتاب يضم ألفاظ اللغة ويشرح معانيها ... إلخ- إنما هو المعنى الغالب عليه، وإلا فإن المؤرخين من علماء الحديث قد سبقوا علماء اللغة في هذا الإطلاق، فسموا كتبهم معاجم؛ فهذا أحمد بن علي بن المثنى (210-30) يُطْلِقُ على كتاب وضعه لمعرفة الصحابة (معجم الصحابة). وكذلك فعل عبدالله بن عبدالعزيز البغوي ت21 المحدث حين أطلق على كتابه (المعجم الكبير) و (المعجم الصغير). ولذلك يحسن التقييد عند البحث فيقال: المعاجم اللغوية. |
|